اورشليم السمائية

اورشليم السمائية

الابدية

اعداد: ميشيل نجيب دميان

+  تعريف :
+ فى اللغة العربية ،الابدية:  دوام لا نهاية له " الحياة الأُخْرويَّة تتَّسم بالخلود والأَبَدِيَّة "
+ فى اللغة العبرية الابدية : "عولام" الاستمرار والدوام
+ فى اللغة اليونانية ، الابدية : "ايونيوس" تعنى الدوام إلى ما لا نهاية.
+ فى اللغة الانجليزية ، الابدية : The eternal

مفهوم الأبدية :
+ ان الله أزلى أبدى ؛ ازلية الله اى لا بداية له ، وابدية الله اى لا نهاية له  ، ومن محبة الله  للبشر انه منحهم الحياة الابدية ، التى تبدأ بعد الموت الجسدى .
+ ان الحياة الابدية تنقسم الى قسمين : سعادة ابدية فى السماء  ، او شقاء ابدى فى الجحيم ، ويتحدد المصير الأبدي للإنسان هنا على الارض .
+ ان الالتصاق بالعالم الزائل وجعله هدفاً للإنسان ، هو هدف غير حقيقي لأن هذا العالم باطل وقبض الريح ولا يعطي للإنسان غير الوهم والخداع .
+  ان الانسان الذي يعمل لأبديته ، لا يحب العالم ولا الأشياء التي في العالم ، ويسلك دائمًا بتدقيق في كل شيء ،  لئلا يفقد إكليله والحياة الابدية بخطأ او تهاون..  
 + إن تجسد الرب يسوع المسيح وحياته على الأرض كانت لهدف إرجاع الإنسان إلى صورته الأولى ، حيث يمنح الإنسان فى المسيح يسوع إمكانية الرجوع إلى حضن الله والحياة معه فى ملكوته الأبدى .
+ ان الكتاب المقدس فى كل اسفاره ، لا يسكت قط عن الدعوة للأبدية والاستعداد لها ، لذلك يجب ونحن نقرأ الكتاب المقدس أن ننصت إلى صوت الله الذى يعدنا ويقودنا إلى السكني الدائمة فى ملكوت الله .
+ ان رسالة الكنيسة ان تعد المؤمنين للحياة الابدية فى السماء ، من خلال الحياة فى الكنيسة وممارسة أسرارها المقدسة التى هى عربون الأبدية والملكوت .
+ ان حياتنا الارضية بالنسبة لحياتنا الابدية ، مثل نقطة الماء بالنسبة للمحيط ،  فأن ايامنا القليلة جدا تحدد بدقة ابديتنا الطويلة جدا .!

أولا :  الله  مصدر الأبدية :
+ وعد الله بالحياة الأبدية : من اهم وعود الله لنا هو وعده بالأبدية لكل للمؤمنين به " وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به (الله) الحياة الابدية " (1يو 2 : 25) ان الله صادق فى كل وعوده ، لذلك نطمئن لان لنا رجاء اكيد فى الابدية السعيدة  "على رجاء الحياة الابدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الازمنة الازلية" (تي  1 :  2)
+ غريزة الابدية : من صفات الله التى وضعها فى الانسان منذ خلقته خاصية الخلود  "فان الله خلق الانسان خالدا     وصنعه على صورة ذاته" (الحكمة2 :  23)  لذلك تشتاق كل البشرية للخلود والابدية بعد الموت " وايضا جعل الابدية في قلبهم التي بلاها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية" (جا  3 :  11)
+ محبة الله ابدية : ان محبة الله لنا محبة لا تتغير ولا تتبدل فهى محبة تدوم الى الابد ، ومن محبته لنا نعمته المتنوعة ،  ومراحمه الكثيرة جدا .. " محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة" (ار 31 : 3)

 ثانيا : بيسوع  المسيح الحياة الأبدية  :
+ فى المسيح تحقيق وعد الابدية: فى المسيح تحقيق ما كان موعودا به منذ الاف السنين ، وهو الحياة الابدية ومغفرة الخطايا ، فأن المسيح اعد لنا الابدية السعيدة فى السماء "فان الحياة اظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا (بالمسيح)"(1يو1 : 2) قال القديس اغسطينوس " لولا هلاك الانسان لما جاء ابن الانسان ."
+ الإيمان بالمسيح حياة الابدية : من محبة الله للبشر انه ارسل كلمته الازلية يسوع المسيح لخلاص العالم  "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يو3 : 16) لأن عدم الايمان بالمسيح هلاك ابدى للإنسان "الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله "(يو 3 : 36) قال القديس أباهور "من يستعد للموت (بالإيمان والعمل الصالح) يحفظ نفسه من الهلاك الأبدي ومن لا يستعد له تذهب روحه للهلاك."
 ثالثا : القديسون والحياة الأبدية :   
+ تمسكهم  بالأبدية: القديسون فى سبيل تمسكهم بالأبدية ، الكثير منهم رفضوا مجد هذا العالم الزائل بكل شهواته وملذاته ، وعاشوا زاهدين .. "العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد" (1يو2 :  17) وذلك طمعاً فى الحياة الأبدية وإيماناً بأن مجد السماء لا يقارن إطلاقا بمجد الأرض الزائل "جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا"(1تي 6 : 12) قال القديس أوغسطينوس " عليك أن تحب الحياة الأبدية نظير من يحبون الحياة الزمنية."  وقال القديس اباهور البهجورى "الموت ينقل الإنسان من عالم التعب والشقاء إلي عالم الخلود وحياة الراحة والسعادة الأبدية "
+ القديسون قدوة لنا : ان القديسين قد عاشوا حياة التقوى والقداسة وتركوا العالم واستعدوا لأبديتهم وقبل نياحتهم كشف لهم الله قبس من نور الأبدية وأمجادها فكتبوا لنا وأرشدونا ونصحونا بأن نستعد ولا نسمح لهذا العالم بأن يخدعنا  "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب13 : 7) قال القديس انطونيوس " كل الوصايا ليست ثقيلة ولا صعبة (التطبيق) ولا متعبة (فى تنفيذها) بل نور حقيقة وسرور أبدى لكل من اكمل طاعتها." وقال القديس اغسطينوس " أن من عاش حياة صالحة أعد للمستقبل حياة سعيدة ."
+ شركة القديسين :كمال شركتنا مع القديسين هو خلال صلاة القدس الإلهي حيث المسيح يوحدنا معهم ويكمل شركتنا معهم فى الجسد الواحد الذي هو جسد المسيح الذى هو الكنيسة ، ونطلب صلواتهم ومساعداتهم  ، ونحن نصلي ليكون لنا نصيب مع القديسين فى الأبدية ، وهم سيفرحون حين نصل إليهم لأنهم يصلون من أجل رجوعنا إليهم ، وهناك سوف نتعلم منهم حياة التسبيح الدائم والحب الذى لا يحده أي حدود " كنيسة ابكار مكتوبين في السماوات الى الله ديان الجميع والى ارواح ابرار مكملين" (عب 12 : 23) قال القديس أباهور البهجورى "في الموت راحة لمن عاش حياة النقاوة علي الأرض وسعادة لمن أحب الله من كل قلبه ، وشقاء وتعاسه لكل متهاون في حق نفسه أمام الله "

 رابعاً : وسائط الحياة الأبدية :
1- الايمان بالمسيح:  لقد اكد المسيح بأن الايمان به هو الطريق الوحيد للحياة الابدية معه فى السماء  "الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية" (يو 6: 47) من يؤمن بالمسيح ينال الحياة الابدية لان المسيح هو الحياة الابدية وهو رئيس الحياة الابدية وهو الطريق الي الحياه الابدية  "ان الله اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه"(1يو5: 11) إن الإيمان بالمسيح وخلاصة الذى أكمله على الصليب هو أساس الإيمان المسيحي قال القديس اغسطينوس "الإيمان المستقيم هو رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد."
2- التناول : لقد أعطانا المسيح الشركة فى الحياة الابدية بسر التناول "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير."(يو6: 54) فالافخارستيا هي ذبيحة المسيح ، انه الخبز الحي الذي يعطي حياة أبدية للإنسان لأنه "يعطى لمغفرة الخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه.." (من صلوات القداس الالهى) قال القديس كيرلس الكبير" أعطانا جسده الحقيقى ودمه لكى تتلاشى قوة الفساد ويسكن فى أنفسنا بالروح القدس ونصير شركاء بالقداسة وأناسا روحيين"
3- حياة القداسة : ليست القداسة هى الامتناع عن الخطايا من الناحية السلبية فقط ، بل اقتناء فضائل وأعمالا صالحة من الناحية الايجابية فهى ثمار القداسة "واما الان اذ اعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة ابدية" (رو6 : 22) ان القداسة حالة روحية نستعد فيها للقاء الله  " والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب"(عب12: 14) والوصول للقداسة والثبات فيها يحتاج الى تدرج وتعب وجهاد العمر كله " لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله ابينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه."(1تس3: 13) قال القديس باسيليوس " لا تسمح لدنس او غضن يدنس نقاوة ثوب الخلود ، بل أحفظ كل أعضاءك ، آذ تلبس المسيح ، لتكن أعضاءكم جميعها مقدسة فتكون كمرتديه ثوبا من القداسة والنور."

 خامساً : مفاعيل الأبدية :
1- معرفة الله : الحياة الأبدية التي تسري فينا هى بمعرفة الله ، المعرفة هنا هي جوهر الإيمان ، تقربنا إلى الله وتُحضرنا أمامه كشخص حي وحضور محيي ، نلمسه ونراه وتنسكب منه إلينا فيض من النعمة تعطينا حياة وقيامة لأنفسنا .."وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته" (يو 17 : 3) الحياة الأبدية هي عينها الحضرة الإلهية ، وهي نفسها تذوق العِشرة مع المسيح ، لذلك صارت شركتنا مع الآب ومع ابنه يسوع ، هي أساس للثقة واليقين في الله ، وان كانت معرفتنا بالله محدودة هنا ، ولكن معرفتنا فى الأبدية تكون معرفة غير محدودة .
2- الخلود : ان المسيج ابطل الموت الأبدي واعطانا الخلود "بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل" (2تي1: 10) فان الحياة الابدية تعقب الموت الجسدى ، والحياة الارضية لا تقارن بالحياة الابدية الذى ليس لها نهاية ، مثل نقطة ماء بالنسبة لمحيط "عدة ايام الانسان على الاكثر مئة سنة كنقطة ماء من البحر وكذرة من الرمل هكذا سنون قليلة في يوم الابدية" (سيراخ 18 : 8) ان الانشغال بالأبدية ضروري للغاية ولا غنى عنه أو بديل له ، فطلبنا للأبدية سيفتح أمامنا كل أبواب البركة الخير.." لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" ( مت 6: 33 )
3- الأبدية السعيدة : إن الله في الأبدية سيكافئ كل واحد حسب أعماله "اما الصديقون فسيحيون الى الابد وعند الرب ثوابهم ولهم عناية من لدن العلي" (الحكمة  5 :  16)  هو ملكوت السموات حيث السعادة الابدية ، والمتعة في النعيم الأبدي تتفاوت في الدرجة ، الكل يكونون في فرح وفى مجد ، ولكن ليس الكل في درجة واحدة "لأن نجماً يمتاز عن نجم في المجد" (1 كو 15: 41). )  "حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم" (مت 13 : 43) قال القديس اغسطينوس "سوف نرى الله وذلك شيء عظيم يصبح كل ما عداه تافها ولا قيمة له الفرح فى بيت الله الأبدي ، وفيه سعادة لنا لا تنقضي بل تستمر الى الأبد ." !
صلاة
أيها الرب يسوع الهى وخلاصي
انت هو الحياة الابدية والخلاص الدائم ابدياً .
يا من اسلمت ذاتك للموت من اجلى انا الخاطئ
 لكى تحرر نفسى من قيود الخطايا .
افتح قلبى يا الهى بنعمتك وطهرني من كل خطية .
مهد طريق التوبة فى قلبى ياالهى وربى
رجائى وفخرى  وملجأى القوى
اجعلنى اهلاً يارب ان أتذوق الفرح بعطية التوبة.
اشرق فىّ ياربى يسوع محبتك الكاملة.
يا يسوع إملأني من روحك القدوس
واستخدمني لمجدك واملأ قلبى بالحياة الابدية .
أريد أن أخدمك وأُحبك وأُطيعك
وأعمل لتغيير حياة أناس أخرين
واريهم طريق الحياة الابدية .
اكتب اسمى فى سفر الحياة
واعطينى نصيباً مع كافة قديسيك
لك المجد الى الابد امين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق