اعداد : ميشيل نجيب دميان
+ تعريف :
+ تعريف :
+ فى اللغة العربية ، الفردوس : هى كلمة فارسية تطلق على حدائق الملوك
وتعنى أيضاً حديقة أو بستان او جنة وتصغيرها جنينة .
+ فى اللغة العبرية ، الفردوس : Hapardees للدلالة على نفس المعنى .
+ فى اللغة اليونانية ، فردوس : Paradisos وتعنى حديقة او جنة .
+ فى اللغة الانجليزية ، فردوس : Paradise وتعنى الجنة او النعيم .
+ صفات الفردوس :
+ الفردوس مقر انتظار الأبرار : ان الفردوس (السماء الثالثة) الذى هو مكان الانتظار الذى يسبق القيامة العامة ليس هو الحالة النهائية كما انه ليس حالة النعيم الدائم. وان الروح البارة فى مقر الانتظار (الفردوس) أن يكون لها أكثر معرفة وإدراكاً للإلهيات مما كانت فى الجسد كما يكون لها أن تنعم من وقت إلى آخر بشئ من التجلى أى حضور السيد المسيح والملائكة فى وسط الأرواح البارة. وإننا فى دائرة انتظار حتى يوم الدينونة العظيم ومجئ الفادى المبارك وأجرته معه " يجب أن تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى. منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب ... ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر." (2بط3: 11-13)
توصف الأرواح التى تنطلق إلى الفردوس بأنها فى حالة توقع وانتظار وتسمى الكنيسة المنتظرة. لأنها لا تكف عن الشفاعة والصلاة والانتفاع بخدمتنا كما كانت تفعل على الأرض وبطاقة اكبر مما كانت ، لتمتعها بقدر أكبر من الحرية والمعرفة والشعور تمكنها من معرفة ما يجرى على الأرض والتطلع إلى حالتنا الروحية والإسراع إلى نجدتنا. لأنه بقدر ما تتمتع به الأرواح من معرفة وهى فى مقر إتنظارها بقدر ما تفيض مشاعرها بالمحبة والعطف نحو بعضها لبعض ، ونحونا أيضاًَ فى العالم الحاضر حيث أن اهتمامهم بنا يزداد " لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا" (عب 12 : 1)
+ الفردوس عربون ملكوت السموات: ان الفردوس هو مكان راحة للأبرار من أتعاب الدنيا ومصاعب الحياة حيث الراحة للروح مع أرواح القديسين " فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و إخوتهم أيضا."(رؤ6: 11) " اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم و أعمالهم تتبعهم "(رؤ14: 13)
يعبر الفردوس عن صورة الروح الإنسانية التى تحيا الفضيلة المسيحية ، وتكون فى علاقة مباشرة بالله وهذا هو عربون المجد الذى يناله المؤمنون فى مقر الانتظار السعيد " متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد" (كو 3 : 4) لأن الفردوس الحقيقي الذى هو ملكوت السموات هو الذى يرثه الأبرار بعد مجيئه الثانى وقيامة الأموات.
+ حالة الأرواح فى الفردوس :
1- الحرية الكاملة : أنها أرواح حية حرة طليقة خالية من قيود الجسد ، فصارت أكثر حرية وأكثر نفاذا ولا يعوقها معوقات ولا تعترضها اعتراضات ولا أتعاب الجسد من أى نوع "وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم واعمالهم تتبعهم"(رؤ 14: 13).
2- المعرفة الواسعة : تتمتع الأرواح بالمعرفة الواسعة أكثر من الجسد لأن الجسد يعرف عن طريق الحواس فقط ولكن الأرواح إذا خرجت من الجسد صارت أكثر معرفة بكل ما يحدث ويمكنها أن تعرف ما يحدث على الأرض وعالمنا وأحواله فتصل إليهم إما عن طريق الملائكة ، وأرواح المنتقلين فى الفردوس تزداد معرفتهم جداً بالنسبة لله وبالنسبة لبعضهم البعض "فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه الآن اعرف بعض المعرفة (فى الأرض) لكن حينئذ سأعرف (فى السماء) كما عرفت" (1كو13: 12) .
3- تجلى المسيح : وهناك أيضاً ينعمون بتجلي الرب لهم وظهوره لهم بين الحين والحين بشئ من الظهورات. فيعيشوا فى رؤى الرب يسوع لكى يعزيهم ويفرحهم ويبعث فيهم الفرح والسرور كما قال الرب يسوع "أيها الأب اريد ان هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني " (يو17: 24).
4- المحبة الكاملة : فى الفردوس يزداد فيهم الحب نحو الله والإنسان لذلك يصلون لأجلنا ويتشفعون عنا ويطلبون لأجلنا لأنهم أقرب منا إلى الله وإنهم انتصروا على العالم والخطية وانضموا إلى الكنيسة المنتصرة لذلك فالحب لا يبطل فيهم لأن "المحبة لا تسقط أبداً"(1كو13: 8).
5- الراحة من المتاعب : أرواحهم تستريح فهم يستريحون من أتعاب الحياة ومتاعب الجسد والعالم وإبليس والناس الأشرار "فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و إخوتهم ايضا " (رؤ6: 11).
6- تسبيح الله : أرواحهم تسبح وتبارك الله لأنهم مبتهجون بوجودهم مع الله وارواحهم نشيطة "أما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف"(مت26: 41) فالروح نشيط يميل للتسبيح وتمجيد الله وهذا هو عملهم فى السماء.
7- تقديم المساعدة : أرواح القديسين فى الفردوس تسرع لخدمة البشر وتقديم المعونة لهم من أنواع مختلفة فقد تكون شفاء من مرض أو طرد روح نجس أ أو إرشاد أو بالمساعدة .. أن السيدة العذراء والشهداء والقديسين يحضرون إلى عالمنا ليصنعوا الخير ويقدمون المعونات لنا فى صورة منظورة وأحياناً فى صور كثيرة غير منظورة.
+ أمجاد الفردوس : للقديس الأنبا أنطونيوس (251-356م)
"أنا أصلى إلى الله من أجلكم أن يحفظكم ويجعلكم تزدادون أكثر فأكثر فى النعمة والفرح وفى محبة الأخوة الفقراء وفى كل عمل صالح وفى كل ثمار القداسة. إلى أن تخرجوا من هذا المسكن ويقبل الرب كل واحد منا فى الموضع الذى ليس فيه حزن ولا فكر شرير ولا مرض ولا اضطراب ، وإنما فرح وسرور ومجد ونور أبدى أنه الفردوس الذى لا تذبل ثماره. ويستقبلكم الرب يسوع فى مساكن الملائكة وإلى كنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى مواعيد وخيرات لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم يخطر على قلب بشر".
مؤهلات دخول الفردوس :
1-الإيمان بخلاص المسيح:
الايمان
بالمسيح هو أول مؤهل للسماء لأنه ليس بأحد غيره الخلاص "ليس بأحد غيره الخلاص لان ليس اسم أخر
تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص"
(أع 4: 12) فإن الطريق للسماء هو المسيح " أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس
احد يأتي الى الأب إلا بي" (يو14:
5 ، 6) كما أنه هو باب السماء كما قال عن نفسه "
أنا هو الباب إن دخل بي احد فيخلص .."
(يو10: 9) فالمسيح هو باب السماء ومن لا يدخل من الباب
يظل خارجاً لأن "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي
لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36)
ولن يتمكن إنسان من دخول السماء بدون الإيمان الكامل بالمسيح ابن الله وخلاصه على
الصليب ، بدون انحرافات او بدع ، وليس ايماناً نظرياً فقط ، بل إيمانا مثمراً بالأعمال الصالحة ، قال
القديس اغسطينوس "الإيمان المستقيم هو رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة
إلى الأبد."
2- الولادة
من الماء والروح (المعمودية):
كما
حدد المسيح شرط دخول السماء الولادة من الماء والروح (المعمودية) " إن كان
احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3:
5) فالمعمودية وهى ضرورية للخلاص كما قال السيد المسيح
لتلاميذه " وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة
كلها. من امن واعتمد خلص و من لم يؤمن يدن" (مر16:
15، 16) أي للخلاص شرطان الإيمان والمعمودية ، وقد أمر
السيد المسيح رسله أن يمارسوا المعمودية لجميع الأمم " فاذهبوا وتلمذوا
جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس" (مت28:
19) فالمعمودية هى ولادة جديدة من الله "وأما كل الذين
قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله اي المؤمنون باسمه
الله" (يو1: 12) والمعمودية
تمنح تطهيراُ من الخطايا وغفراناً للذنوب وبها صرنا بنين وأولاد لله ووارثون
"فان كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح"
(رو 8: 17) قال
عنها القديس اكليمنضوس " إذ نعتمد نستنير ، وإذ نستنير نتبنى ، وإذ نتبنى
نكمل."
3- حياة
القداسة:
ان
القداسة هى ان نقبل ان يعمل الله فينا ، والقديس هو كل من كرس حياته ليعمل الله
فيها وبها . وبقدر ما ينفصل الإنسان عن الشر يلتصق بالله يزداد نموا فى القداسة ،
وتشمل القداسة ، قداسة الفكر والنفس والجسد "واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام
ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح"
(1تس5: 23) بعمل الروح القدس "بتقديس الروح"(2تس2:
13) فبدون هذه القداسة لا احد يرى الرب "القداسة
التي بدونها لن يرى احد الرب"(عب12:
14) الله يريدنا "لكى نشترك فى قداسته"(عب12:
10) فى هذه الحياة ، ولكن كمال القداسة لن يتحقق إلا فى المجد
. وتظهر حياة القداسة بثمار الروح وهى "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام
طول أناة لطف صلاح إيمان. وداعة تعفف." (غل5:
22 ) قال
القديس باخوميوس "احرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك لان كان تمكنت من نوالهما أبصرت الله ربك."
4- حياة
التوبة:
إن الله المحب للبشر بدافع
محبته لأولاده يدعوهم للتوبة لأنه " يريد ان جميع الناس يخلصون والى
معرفة الحق يقبلون" (1تى2: 4) ومن اجل خلاصهم مستعد أن يسامح " فالله الآن
يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل" (أع17: 30) وهو يحبنا ويريدنا بالتوبة أن نتمتع بمحبته فإن
التوبة هى فرح فى السماء وعلى الأرض لأنه " يكون فرد فى السماء بخاطئ واحد
يتوب"(يو15:
7) والتوبة عمل يومي
لأنه ليس أحد بلا خطية "إن قلنا انه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس
الحق فينا" (1يو1:
8) وقال القديس الأنبا
أنطونيوس " أطلب التوبة فى كل لحظة." وقال القديس مار أسحق " ليست
خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة." والكنيسة تدعو الجميع للتوبة وتقدم للتائب سر الاعتراف وتمنحه الحل
والمغفرة على يد الكاهن " الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون
مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت18: 18) وفى الكنيسة يجد التائب بركات سر الإفخارستيا
(التناول) الذى يعطى عنا خلاصاً وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه ، قال
القديس كيرلس الكبير " أعطانا جسده الحقيقى ودمه لكى تتلاشى قوة الفساد ويسكن
فى أنفسنا بالروح القدس ونصير شركاء بالقداسة وأناسا روحيين .".
موانع دخول الفردوس :
الخطية وعواقبها:
+ ان
كل خطية يفعلها الانسان هى موجهه الى الله ومفهومها :
· الخطية تعدى على الله
: هى بمفهومها العام إهانة لله القدوس
الذى بحسب طبيعته لا يقبل الشر ولا يطيقه. فالخطية هى تعدى على الله "كل
من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضا والخطية هي التعدي"(1يو
3: 4)
· والخطية عدم طاعة الله
: هى خروج على طاعة الله وعدم حفظ وصاياه. هكذا علمنا المسيح " إن كنتم تحبونني فإحفظوا وصاياي"
(يو15: 10)
· الخطية عدم محبة لله : فمحبة
خطايا العالم وشهواته هى عدم المحبة لله ، فلذلك فإنسان بالخطية يصير عدواً لله "أما
تعلمون ان محبة العالم عداوة لله فمن أراد أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا
لله" (يع4: 4)
· الخطية من الشيطان : لأن
الشيطان سبب كل خطية يفعلها الانسان ، كما أنه لا يريد للإنسان ان يتوب ويرجع الى
الله ، بل يستمر فى الخطية " من يفعل
الخطية فهو من إبليس لان إبليس من البدء يخطئ"
(1يو3: 8)
· الخطية تسبب الموت : ان
الخطية عاقبتها الموت ، هو الموت الأبدي الذى هو البعد عن الله مصدر الحياة
الابدية "لان أجرة الخطية هي
موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رو6: 23).
·
الخطية
ظلمة : الخطية هى ظلام وهل يجتمع النور مع الظلمة؟
والله هو النور وساكن فى نور لا يدنى منه ، ومن يفعل الخطية هو يسلك فى الظلمة،
ولا يكون له شركة مع الله "ان
الله نور وليس فيه ظلمة البتة. ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب
ولسنا نعمل الحق. ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض
ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1:
5-8).
+ فئات الممنوعين من السماء:
يذكر
بولس الرسول بعض فئات الممنوعين فيقول "ام لستم تعلمون ان الظالمين لا
يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا
مضاجعو ذكور. ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت
الله" (1كو6: 9-10)
ويذكر
القديس بولس الرسول قائمة أخرى من الممنوعين "وأما الزنى وكل نجاسة او
طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين. ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل
التي لا تليق بل بالحري الشكر. فأنكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو
عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح و الله" (أف5: 3-5).
ويذكر
قائمة ثالثة وهى "وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة.
عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وأمثال
هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا إن الذين يفعلون مثل هذه لا
يرثون ملكوت الله" (غلا 5: 19-21).
والقديس
يوحنا اللاهوتي فى سفر الرؤيا يتحدث عن الحياة الأخرى والدينونة يسجل قائمة من
الممنوعين وهم "وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون
والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت
الذي هو الموت الثاني" (رؤ 21: 8).
v
مزيد
من الضوء على هؤلاء الممنوعين:
1- غير المؤمنين: من
الأمور البديهية التى تمنع الإنسان من دخول السماء عدم الإيمان وفى سفر الرؤيا
يأتى الخائفون وغير المؤمنين على رأس قائمة الممنوعين. وهناك توافق بين الخوف وعدم
الإيمان إذ لا يمكن أن يتفق الخوف مع الإيمان وغير المؤمنين هم الذين لا يؤمنون
بالرب يسوع وخلاصة للإنسان "الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد
دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. و هذه هي الدينونة إن النور قد جاء
الى العالم و أحب الناس الظلمة أكثر من النور لان أعمالهم كانت شريرة" (يو3:
18،19) ماذا يكون جزاء الإنسان الذى يرفض خلاص المسيح
"فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره.." (عب
2: 3) كما أن
"الإيمان بدون أعمال ميت"
(يع 2: 20) فلا
فائدة من إيمان فى الظاهر فقط لأن الإيمان الظاهري قال عنه السيد المسيح "كثيرون
سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك
صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ اصرح لهم أني لم أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم"
(مت7: 22 ، 23).
2- عبدة الأوثان :
إن عبادة الأوثان من الطبيعي تمنع دخول السماء لأن نصيبهم جهنم . كما أن عبادة
الأوثان تشمل عبدة المال أيضاً كما قال السيد المسيح "لا تقدرون أن
تخدموا الله والمال" (مت6: 24)
فإن عبدة المال ومحبته يضلوا عن الايمان "لان محبة المال أصل لكل الشرور
الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة"
(1تى 6: 10) .كما أن الطمع هو
عبادة وثن "او طماع الذي هو عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت
المسيح والله" (أف 5: 5) فالمال
وثن خطير كم من أناس تركوا الله بسببه "ولا طماعون... يرثون ملكوت الله"(1كو6:
10)
3- الزناة : قال
الله فى الوصايا العشر قديماً "لا تزن"
(خر20: 14) والسيد المسيح يقول "قد سمعتم انه قيل للقدماء
لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها
في قلبه"(مت5: 27، 28)
والإنسان المسيحى المؤمن صار عضواً فى جسد المسيح غير المنظور "ألستم
تعلمون إن أجسادكم هي أعضاء المسيح افاخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية
حاشا" (1كو 6: 15) فإن
خطية الزنا أولى خطايا الجسد "لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء"
(أم7: 26) فإنه
"لا زناه .. يرثون ملكوت الله" (1كو
6: 9)
4- السحرة :
يحذر الله منذ القديم شعبه من السحر والشعوذة
وأرواح العرافة فقال " لا تدع
ساحرة تعيش"(خر22: 28)
وعدم الالتجاء الى السحرة "والنفس التي تلتفت الى الجان والى التوابع
لتزني وراءهم اجعل وجهي ضد تلك النفس واقطعها من شعبها"(لا
20: 6) ، فإن السحر هو التجاء لقوة الشيطان وليس لقوة
الله " والسحرة ... فنصيبهم البحيرة المتقدة بالنار والكبريت"
(رؤ 21: 8) .
5- القاتلون : قال
الله قديماً فى التوراة "لا تقتل" (خر20:
13) ويكمل السيد المسيح قائلاً " قد سمعتم
انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم. و أما أنا فأقول لكم
ان كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه رقا يكون
مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم"(مت
5: 21 ، 22) فإن البغضة هى قتل النفس "من يبغض
أخاه فهو قاتل نفس . وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية
ثابتة فيه" (1يو3:
15) والمسيحية توصى بالمحبة حتى للأعداء ومباركتهم والصلاة من
اجلهم "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا الى
مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت5:
44) إن المحبة الكاملة هى جواز المرور للسماء أما البغضة فهى
أمر صريح للمنع من دخول السماء مسكن إله المحبة.
6- الكذابون :
إن كل كذاب يعتبره المسيح له المجد أبنا للشيطان فقد قال لليهود "انتم
من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالا للناس من
البدء و لم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه
كذاب وأبو الكذاب" (يو8: 44)
فالشيطان مصدر الكذب هو أبو كل كذاب." وجميع
الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤ21 :
8)
7- المتكبرون :
الكبرياء أول خطية تمنع الإنسان من السماء ألم يكن الشيطان رئيس ملائكة وسقط بسبب
الكبرياء لذلك نجده يسقط الإنسان بنفس الخطية وهى الكبرياء فقد قال لآدم وحواء
" بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين
الخير والشر" (تك 3: 5) فكانت
سقطة الجنس البشرى بسبب خطية الكبرياء "لان الله يقاوم المستكبرين و
أما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (1بط5: 5)
وقد كانت خطية الكتبة والفريسيين قديماً هى خطية الكبرياء لذلك صب السيد المسيح
الويلات عليهم لأنهم مرائين متكبرين لذلك "لا تستكبر بل خف"
(رو 11 :20) فإن الكبرياء تسقط الإنسان للهاوية " قبل
الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"(أم
16: 18).
شكرا على المقال الجميل الذي وضح لي معنى الفردوس في المسيحية وبقي عندي تسائل حول معنى ومفهوم الجنة في المسيحية ؟ وهل هي نفس مفهوم المسلمين ؟ انها الجنة الموجودة في الدار الاخرة بعد الموت ؟
ردحذفمقال رائع
ردحذف