اعداد: ميشيل نجيب دميان
تعريف :
+ فى اللغة العربية ، الملكوت : حكم الله وسلطانه .
+ فى اللغة العبرية ، ملكوت : Malekuth بمعنى مملكة او حكم .
+ فى اللغة اليونانية ، ملكوت :Basilia
+ فى اللغة الانجليزية ، ملكوت : Kingdom
مفهوم
القوة :
+ ملكوت الله
هو السيادة الملكية ، أو السلطة العُليا لله التي لا تنحصر في مجال
معين أو في مكان واحد ، وملكه على السموات والارض ، ويشمل ملكوت الله :
الملكوت الأرضي ، والملكوت السماوي .
+ أن ملكوت الله على الأرض هو الكنيسة التى تضم
المؤمنين ، الذين أنقذهم من سلطان الظلمة ونقلهم إلى ملكوت ابن محبته ،
فالملكوت يوجد الآن حيثما يعيش المسيحيون في خضوع لمشيئة الله ، بعمل قوة نعمته في
تغيير حياتهم ، فليس الملكوت هو الحصول على ما يريده الإنسان من أكل أو شرب او
مقتنيات ..، بل هو السلوك المستقيم في سلام مع الله ، وتوافق مع غيره من المؤمنين ،
والفرح في الروح القدس.
+ الله في ملكوته يملك بالحب لا بالضغط ، يملك علي الذين يحبونه ، لا يضغط علي أحد ، ولا يرغم
أحدًا علي الانضمام إلي ملكوته ؛ إنما يريد الذين ينضمون إليه بإرادتهم الحرة.
+ الملكوت السماوي الأبدي هو أورشليم السمائية ، هناك مسكن الله مع
قديسيه ، يجتمع معه الملائكة ، وكل القديسين الذين انتقلوا ، والقديسين الذين
يحيون معنا، والذين سيولدون ، تكميل القديسين ، الكل ينضمون كأعضاء في جسد المسيح .
+ هذا الملكوت السماوي قال عنه الرب " تعالوا
يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم."(مت25: 34) وموعده بعد القيامة والدينونة ،
حينما يأتي الرب في مجيئه الثاني ، لينهي هذا العالم المادي ، ويضم مختاريه إلي
ملكوت السموات .
اولاً : ملكوت الله :
+ ملكوت الله ابدى : ملكوت الله هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء ، هو نطاق سلطان الله الذي
يشمل كل ما في الوجود ، وملكوته دائم الى الابد وسلطانه مدى الاجيال " ملكوته
ملكوت ابدي وسلطانه الي دور فدور"(دا 4 : 3)
+ ملكوته يسود على كل البشرية : ان ملكوت الله يشمل كل الخليقة لأنه هو خالقها ومدبرها
وسلطانه وحكمه على كل البشر "ملك الله على الامم الله جلس على كرسي
قدسه" (مز47:
8) الكل خاضع له "فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا
لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما
لا ينقرض"(دا 7: 14)
+ ملكوت الثالوث القدوس : ملكوت الله هو: ملكوت الآب وهو
ملكوت المسيح وهو ملكوت الروح القدس
" ملكوت المسيح والله" (اف5 : 5) هو ملكوت روحي في الأرض ، وملكوت أبدي في السماء ، ما لن يزول ، وما لن
ينقرض ، فيه الملائكة ملائكته ، وفيه المختارون مختاروه ...
ثانيا
: يسوع المسيح صاحب الملكوت :
+ هدف الملكوت : كان اليهود يريدون من المسيح ان يملك عليهم ملكاً ارضياً ، لكن السيد
المسيح رفض هذا الملك الأرضي . لقد جاء المسيح الى العالم ليؤسس مملكة روحية ودعاها
" ملكوت الله او ملكوت السموات " وهو ملك هذه المملكة
الروحية ، فقد جاء ليملك على قلوب البشر" ها ملكوت الله داخلكم
"(لو17: 21)
+ ملكوت المسيح : جاء المسيح يعلن لنا عن ذاته مقدمًا
ذاته لنحيا به وفيه وله مركزًا كل رسالته في "بشارة الملكوت" (مت17:4) موصيًا تلاميذه " إكرزوا قائلين أنه قد اقترب ملكوت السموات"
(مت7:10) هذا الملكوت الذي فيه
وضع كل رجاء البشر" الملكوت المعد لكم.." (مت34:25) هو موضع سرور أبينا السماوي"
لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت" (لو32:12) هو امتلاك الرب لنا وشركتنا معه
كعريس لنفوسنا ، هذه الشركة ليست تحدث بعد زمن ، إنما يمكننا أن نحيا بها الآن
كأبناء الله مولودين بالمعمودية مختومين في سر الميرون بالروح القدس .ان جمال ملكوت المسيح هو ف نموهالمستمر..فى ذلك الملكوت يوجد دائما التقدم والنمو من قوة الى قوة ومن مجد الى مجد .!
ثالثا : طبيعة الملكوت من امثال المسيح:
+ الملكوت داخل القلب : مثل الزارع والتربة : (مت13: 1-9) يوضع مسئولية الانسان فى ان يملك
الله فى قلبة ، وحرية ارادته فى قبول كلمة الله ، ويستطيع الانسان اذا هيأ
نفسه ان يثمر للملكوت ، ثلاثون وستون ومائة بمعونة المسيح وعمل الروح القدس
.
+ القيمة العظيمة للملكوت: مثلا الكنز المخفى واللؤلؤة الثمينة : (مت13: 44) (مت13: 45،45) يوضح طبيعة ملكوت الله ، في أنه ثمين جدا ومفرح ، مثل حقل يحوي كنزاً ،
ولؤلؤة رائعة يخطف بريقها الأبصار. وكل من يجد هذا الكنز وهذه اللؤلؤة ، يترك كل
ما معه ، ويتنازل عن كل ما يملكه في سبيل الحصول عليهما ، ان الارض بكل كنوزها
والعالم بكل ما فيه لا يوازى الملكوت .
+ مقاومة الشيطان للملكوت : مثلا الزوان وسط الحنطة ،
والشبكة في البحر: (مت13: 24-30) (مت13: 47-50) في عالمنا مملكتين، مملكة الرب ومملكة الشرير، والمملكتان تتصارعان
دائماً، وستُحسَم النتيجة في اليوم الأخير، وقت الحصاد، أو يوم تُسحب الشبكة إلى
الشاطئ ، فيتمتع الصالح في ملكوت الله ، ويُعاقب الرديء في نار جهنم .
+ نمو وانتشار الملكوت : مثلا حبة الخردل والخميرة: (مت
31:13-32 ) (مت13: 33) مثلا حبة الخردل
والخميرة الصغيرتين في حجميهما والكبيرتين في تأثيرهما ، ويشهد بذلك المؤمنين بالمسيح
عبر العصور بأن ملكوت الله قوي قادر على الانتشار بفضل القوة الداخلية وفاعليته
بالنعمة ، مع أنه يبدو في بدئه صغيراً، وهو في غير حاجة إلى معونة عنيفة من
خارجه لينتشر.
+ الاستعداد لملكوت السموات : مثل العذارى الحكيمات والجاهلات :
(مت25: 1-13) يوضح ضرورة استعداد
المؤمنين لمجيء الرب ودخول ملكوت السموات ، فأن العذارى يمثلوا المؤمنين ، وزيت
الحكيمات إشارة إلى الأعمال الصالحة والمقدّسة التي تميّز الإيمان الحيّ ، من
الايمان الميّت الذى للجاهلات الذى ليس له الاعمال الصالحة التى تمجد الله وتؤهل
للملكوت .
رابعا:
مؤهلات الملكوت :
1- الايمان والمعمودية : ان الايمان والمعمودية هما المدخل لملكوت الله اى الكنيسة والسماء "إن
كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله "
(يو5:3) باعتمادنا بالماء والروح نولد من فوق
كأبناء الله بالتبني وننال الخلاص " من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر16: 16) ونعطى استنارة روحية
داخلية قال القديس غريغوريوس النزينزى " المعمودية هي معينة الضعفاء ، واهبة
النور، ونقض الظلمة ، وهى مركب يسير تجاه الله ، برفقة المسيح أساس الدين ،
تمام العقل ، مفتاح الملكوت ، استنارة الحياة."
2- حياة التوبة : التوبة هى إعداد طريق
ملكوت السموات وهى موضوع كرازة الرب يسوع "قائلا توبوا لأنه قد اقترب
ملكوت السماوات"(مت 3 : 2) فالتوبة هى
تغيير اتجاه القلب الداخلى والفكر والإرادة لتتجه لعمل البر الخير وفقا لمشيئة
الله ، قال الشيخ الروحانى "ملكوت الله داخلنا"
كقول الرب وحاجتنا أن نكتشفه فينا وبقدر ما يفني إنساننا الخارجي يتجدد الداخلي
ونتلمس الملكوت فينا ، والمؤمن الحي إنسان تائب على الدوام ، متلامس دومًا مع عمل
الرب المصلوب القائم الصاعد إلي السموات ، هذه التوبة المستمرة والتلامس الدائم هو
طريق الملكوت الخفي."
3- حياة القداسة : التى تشمل قداسة الفكر والقلب والروح والجسد.. "
لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله. " (2كو7 :1) فان أرادة الله قداستنا " لان هذه هي
أرادة الله قداستكم" (1تس4: 3) القداسة
حالة روحية نستعد فيها للقاء الله "والقداسة
التي بدونها لن يرى احد الرب" (عب12: 14) والوصول للقداسة والثبات فيها يحتاج الى تدرج وتعب وجهاد
العمر كله " لكي يثبت قلوبكم بلا لوم
في القداسة أمام الله ابينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع
قديسيه."(1تس3: 13) قال القديس باخوميوس "احرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك لان كان تمكنت
من نوالهما أبصرت الله ربك."
خامساً : مفاعيل الملكوت :
1- الملكوت الروحى : ان ملكوت المسيح ملكوت روحى يملك على القلب والعاطفة
والحواس والتفكير .. "لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر
وسلام وفرح في الروح القدس" (رو14 : 17) فقد جاء المسيح يملك بالحب وليس
بالعنف ، لا يرفع سيفاً ولا يعلن حرباً ، ملكا بغير سلاح الا سلاح الروح ، وملكاً
بغير قوة سوى الحب ، ونصلى دائما ان يسود ملكوته علينا " ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.." (مت 6 : 10). قال الشيخ الروحانى " هذا
الملكوت ليس غريبًا عنا بل هو حياتنا ، إذ يعني ملكية الرب على قلوبنا وأفكارنا
وطاقتنا حتى نصير كأننا شعلة نار محترقة دومًا نحو السماويات."!
2- ملكوت الله فى الارض : الكنيسة المسيحية
هى دائرة ملكوت الله على الأرض ، أعضاؤها أعضاء الملكوت وهم "بنو
الملكوت" وقد أسس المسيح كنيسته على صخرة الإيمان أنهُ "المسيح
ابن الله الحى" ووعد بأنها لن تقهر أبدًا "على هذه الصخرة ابنى كنيستى وأبواب
الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16 : 18) وأعطاها مفاتيح الملكوت ؛ فكل ما تربطه او تحله على الأرض يكون مربوطًا او
محلولا فى السموات ، وفيها المسيح يملك على نفوس المؤمنين ، فقد دفع الرب ثمن
نفوسنا على الصليب دمه الكريم " لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله"
(كو6: 20) قال القديس
أثناسيوس " عظيمة هي الشركة في ملكوت السموات لآن هناك ألوف ألوف وربوات
يخدمون الله." !
3- ملكوت الله فى
السماء : هو ملكوت السموات حيث السعادة الابدية ، والمتعة في
النعيم الأبدي تتفاوت في الدرجة ، الكل يكونون في فرح وفى مجد ، ولكن ليس الكل في
درجة واحدة "لأن نجماً يمتاز عن نجم في المجد" (1 كو 15: 41). إن الله في الأبدية
سيكافئ كل واحد حسب أعماله (رؤ 22: 12) "حينئذ
يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم" (مت 13 : 43) قال القديس اغسطينوس "سوف نرى
الله وذلك شيء عظيم يصبح كل ما عداه تافها ولا قيمة له الفرح فى بيت الله الأبدي ،
وفيه سعادة لنا لا تنقضي بل تستمر الى الأبد ." !
صلاة
ايها الرب الهنا الذى أنعم علينا بالتبني
ووهبنا نعمة وموهبة وثمار روحه القدوس
نشكرك لانك
دعوتنا لنحيا ونذوق ما أطيبك
ونثبت فيك ونثمر
ويدوم ثمرنا
ونذوق ونتمتع بملكوتك السمائي من الأن.
فليحل يارب ملكوتك فى قلوبنا
وتملك على ارواحنا وبيوتنا وكنائسنا وبلادنا.
علمنا يارب كيف نحيا نعد انفسنا للملكوت
وندخل الى
العمق وينمو الإيمان فينا
من خلال محبتك ومحبة القريب وصنع الخير
ونكون مثمرين فى كل عمل صالح .
علمنا ان نطلب الملكوت اولا وقبل كل شئ
ونبذل كل اجتهاد فى الفضيلة والبر ..
ساعدنا لكى نكون مستعدين لمجيئك الثاني
لتعطى كل واحد كنحو أعماله
لنحيا فى ملكوتك السماوى
فى فرح وتسبيح وبر ومحبة امين.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف